الحور العتيق ، هو اسمٌ لشجرة موجودة في ايران ، ويطلق عليها عدة مسميات أخرى ، منها بالعربية " شجرة الحور الباكية دوما " ، وبالفارسية " جنار أو خونبار " ، وموطنها ( زر آباد ) في إيران .
قيل بأنّ شجرة الحور تبكي قطرات بلون الدم ، ولمرةً واحدة في العام ، ويكون ذلك في يوم عاشوراء ، أو في العاشر من شهر محرم ، ومنذ قرون تبكي هذه الشجرة في هذا اليوم بالتحديد من كل عام ، و يعتقد المسلمون ( الطائفية الشيعية منهم ) ، بأنها تبكي دماً على مقتل الحسين بن علي وآل بيته في ذلك اليوم ، وفي موعد ( بكاء شجرة الحور العتيقة ) ، يجتمع الناس هناك حولها ، ويبدؤون بالبكاء والنحيب ، ويقومون بإقامة مجالس العزاء حولها ، بحيث يقومون بإلقاء شعر المراثي ، كنوعٍ من الاحتفال الطقسي .
لم يعثر على تفسير لهذه الظاهرة ، أيّ ظاهرة بكاء هذه الشجرة دماً ، بالرغم من التوسّع في دراستها ، ولم تذكر كثيراً في الكتب والمراجع ، إلا بشكلٍ عابر ، ومن المهم أن نعلم بأن شجرة الحور العتيقة ليست مجرد شجرةُ فصلية ، بل هي شجرٌ معمرة ، تحيا لمئات الأعوام وربما أكثر ، حيث تبلغ أقدم شجرة 6500 سنة ، ولهذا أطلق عليها ( الحور العتيقة ) ، وقد قامت بعض البلدان بحماية هذه الشجرة من الإحتطاب خوفاً من فنائها ، نظراً لكونها من الأشجار الثمينة ، والتي تتمتّع بالمقدرة على تحمّل شدّة الجفاف أو غزارة الأمطار .
كنّا دوما نستمع إلى أغنية فيروز ، حينما تبلغ من تهواه بأنها قد نقشت اسمه على شجرة الحور العتيق ، كنوعٍ من العهد له والإخلاص لحبه ، وبقاء اسمه حتى بعد فنائهما محفوراً لمئات الأعوام على هذه الشجرة الخالدة ، فكانت بذلك أشد وفاءً من الحبيب في الحفاظ على ميثاق الحب ، ليبقى في حياتهما وبعد موتهما ، وأشد حباً للحبيب ، وكأن ذاكرة الأنثى تشبه إلى حدِّ كبير الحور العتيق الذي لا يهرم ولا يشيخ ولا يموت .
ولكننا لم نتساءَل يوماً ، ماذا نعرف عن قصة الحور العتيق تلك ؟ يبدو بأنها حقاً شجرة جديرة بالاهتمام كظاهرة غريبة ، احتار العلماء في تفسيرها ، وهي في الواقع تحدث وتبكي هذه الشجرة ، عوضاً عن الدموع دماٌ ، لربما كانت تبكي حال البشر ، وتنزف من شدة الألم على حالهم ، فسبحان الخالق فيما خلق .
المقالات المتعلقة بما هو الحور العتيق